عواقب غياب الخبرة في الحياة الزوجية في بداية صنع مستقبل العائلة

الكثير من النزاعات ما كانت لتتواجد لو أحسن الزوجان التفكير في الحياة، وأننا نشير إلى هذه الناحية من أجل أن نلفت أنظار الشباب قبل إقدامهم على الزواج، ونذكر الذين تزوجوا إلى الاهتمام بهذه المسألة، وهم في بداية صنع مستقبلهم المشترك، ويمكن تلخيص هذه العوامل:







عدم التعارف:
يتطلب الزواج فرصة كافية من أجل أن يتعرف أحد الطرفين على الآخر، وبالرغم من غنى هذه التجربة إلا أنها تبقى عاجزة عن رفع الحجب بين الطرفين إلا في الحالات النادرة، ومع ذلك فهي ضرورية جداً من أجل بناء حياة مشتركة على أرض صلبة واضحة تقريباً.

عدم التشاور :
مهما بلغ الشباب من العلم والمعرفة إلا أنهم يعتبرون عديمي الخبرة في شؤون الحياة الزوجية، ومع بالغ الأسف فإن كثيراً منهم وبسبب أسلوب تربيتهم يبقون بمنأى عن تجارب الوالدين ولا يصغون إلى آرائهما في هذه المسائل.

التصورات الخاطئة عن الحياة :
إن أغلب المشاكل والنزاعات التي تعصف بالحياة الزوجية ناجمة عن التصورات الخاطئة أو الخيالية عن الحياة والمستقبل، إذ أن البعض يعيش في عالم من الأحلام الوردية، ويتصور بأن المستقبل سيكون جنّة وارفة الظلال، ولكن، وبعد أن يلج دنياه الجديدة إذا به يبحث عن تلك الجنة الموعودة فلا يعثر عليها، فيلقي بالوم على زوجه محمّلاً إياه مسؤولية ذلك، ويبدأ بذلك فصل النزاع المرير يفقد الحياة طعمها ومعناها، في حين أن بعض الأماني والآمال تبلغ من الخيال بحيث لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع، والرجل والمرأة في واقع الأمر ليسا ملاكين وأننا نعيش في أرض الواقع بعيدين عن الجنة الموعودة وعوالم الخيال.

 الخداع :
قد ينشأ النزاع بين الزوجين بسبب بعض الخدع والمكائد التي يحوكها أحد الطرفين أو كلاهما، فمثلاً يقوم الفتى والفتاة ومن أجل جذب الطرف الآخر إليه وإقناعه بالزواج بالمبالغة أو الإختلاق على صعيد وضعه المالي أو الأخلاقي، إضافة إلى الوعود الخاوية التي يطلقانها في الهواء، فإذا دخلا ميدان الحياة وإرتفعت جميع الحجب وبرزت الحقائق والأسرار، عندها يبدأ النزاع أو التفكير بالتخلص من بعضهما .

الشهوانية :
يسعى أكثر الشباب ومن أجل إرواء غرائزهم إلى الزواج معتقدين أن الحياة الزوجية هي مجرد إشباع هذا الجانب فقط، غافلين عن أنهم بذلك ينظرون إلى الجانب الحيواني الذي لا يمكن أن يكون هدفاً لتشكيل الأسرة، هذا أولاً، وثانياً إن هكذا زيجات لن يكتب لها البقاء والإستمرار إذ سرعان ما تنطفىء الغرائز الجنسية، ومن ثم ينهار البناء الذي نهضت على أساسه، إذ يفقد الزوجان بعد ذلك الرغبة في الاستمرار في الحياة المشتركة بعد إحساسهما بالارتواء الجنسي .
 إن الحياة الزوجية يجب أن تنهض على أساس من التفاهم والألفة والمحبة والتكامل وأداء الواجب الإلهي حتى يمكن لها الاستمرار والدوام . 

الاقتصار على المظاهر :
ما أكثر الأفراد الذين يخفون حقيقتهم فلا يعرف منهم سوى ظاهرهم فقط، وما أكثر الذين يبحثون عن المظاهر فقط لدى بحثهم عن شريك لحياتهم، إذ يقتصر همهم على الجمال والمستوى الاقتصادي والزي وغير ذلك، حيث تأتي المطبات، ولكن وبعد دخول الزوجين عالم الحياة الزوجية وحيث تضعهما الحياة المشتركة على المحك دائماً تبرز الحقيقة كاملة وتنتهي المظاهر البرّاقة، ويكتشفان أن تلك المظاهر لا أثر لها ولا دور في خلق السعادة المنشودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق